أخبار عالمية

روسيا وأوكرانيا: ما المخاطر التي تسببها هذه الأزمة للدول العربية؟

أعلن فلاديمير بوتين الرئيس الروسي فجر الخميس إطلاق “عملية عسكرية خاصة” في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، قائلا إنها تهدف إلى “نزع سلاح” حكومة كييف التي اتهمها بالإشراف على “إبادة جماعية” في المناطق الشرقية من أوكرانيا

ثم بدأ سماع دوي الانفجارات في أماكن مختلفة من أوكرانيا في حين توالت الإدانات الغربية للخطوة الروسية التي وصفت بأنها “غزو شامل” لأوكرانيا، سيقابل برد حازم من الغرب

وبينما تتجه أنظار العالم صوب أوكرانيا، حيث تنذر الأزمة المتصاعدة بعواقب قد تتجاوز القارة الأوروبية، ويشعر بها مختلف دول العالم تحديدا في المنطقة العربية

فما المخاطر المحتملة التي تحملها الأزمة الأوكرانية الروسية للدول العربية؟ وكيف يمكن التعامل معها؟وما هي جوانب هذه المخاطر؟

الأزمة الإنسانية:

إن تصاعد التوتر في أوكرانيا يترك أثرا كبيرا على الوضع الإنساني في عدد من الدول العربية وإن بشكل غير مباشر

وتقول بيتيلو إن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المنطقة ستتأثر ي حال اندلاع نزاع مسلح في أوكرانيا بشكل كبير ف، إذ سيؤدي وجود أزمة إنسانية في أوكرانيا نتيجة لأي صراع قد يندلع إلى “تحويل الموارد الطارئة والتمويل  بشكل أكبر نحو أوكرانيا وبعيدا عن منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط ”

قد تؤدى هذه الأحداث إلى مفاقمة وضع سيء أصلا. إذ تشير بيتيلو إلى أن عوامل مثل وباء كورونا وتغير المناخ وأدت إلى “زيادة تعقيد إنتاج المساعدات الإنسانية وإمداداتها إلى منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط “، وتضرب مثال اليمن، حيث تم تمويل نصف خطة الاستجابة الإنسانية فقط في عام 2021

إقرأ أيضا:أعراض فيروس كورونا اوميكرون المتحور الجديد منها إحمرار العين

وتحذر بيتيلو من الأثر الذي قد تتركه زيادة الضغط على المساعدات الإنسانية على الوضع في سوريا، كما في دول المنطقة التي تستضيف أعدادا من اللاجئين السورين كبيرة ، والتي قد تواجه مزيدا من الصراع وعدم الاستقرار

كما وضحت بيتيلو”يعتمد الاقتصاد السوري على المساعدات الإنسانية بشكل كبير  وقد تأثر بالفعل بالعقوبات الأمريكية على روسيا. كما تعتمد الأرن ولبنان وتركيا على المساعدات الإنسانية اعتمادا كبيرا ، وهي مرهَقة للغاية، ويزداد وضعها تعقيدا بسبب الوضع الإقتصاى والسياسي المحلي غير المستقر”

كما اكدت بيتيلو أن النتيجة قد تكون صورة معقدة من التأثيرات، حيث تتداخل الصراعات الإقليمية والقضايا المحلية مع الآثار المتتالية لأزمة خارجية مثل أزمة أوكرانيا

يفتح هذا الباب، بحسبها، على شرق أوسط أقل استقرارا، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى تدفق مزيد من اللاجئين إلى أوروبا

النسبة المئوية لواردات القمح من روسيا وأوكرانيا:

تجد دول مثل مصر والتي تعد أكبر مستورد للقمح في العالم، وليبيا وعمان واليمن ولبنان وغيرها، نفسها في موقف صعب، خاصة إذا ما نظرنا إلى “الدور الذي لعبه الأمن الغذائي في اندلاع الانتفاضات العربية قبل أكثر من عشر سنوات”

ماذا عن البدائل؟ تؤكد، بيتيلو أنه من الناحية النظرية، هناك بدائل لروسيا وأوكرانيا مثل إستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ولكنها بدائل باهظة الثمن، فضلا عن أنه “يمكن للمرء أن يجادل بأن فقدان الإمدادات الأوكرانية والروسية يمكن أن يزيد من نفوذ الولايات المتحدة على واردات الغذاء في المنطقة”

إقرأ أيضا:سعر الذهب فى هولندا اليوم 2 يناير 2022

كما تشير إلى أنه حتى في حال توفر المال اللازم لاستيراد القمح من هذه الدول بكلفة أعلى، “لا تزال هناك مشكلة فيما يتعلق بالإعداد لجلب هذه الإمدادات امتلاك البنية التحتية المناسبة “، إذ تعتمد معظم شمال افريقيا وبلدان الشرق الأوسطعلى البحر الأسود كطريقة لدخول السلع الزراعية، وهو ما يعني أنه سيتعين على هذه البلدان استيراد هذه السلع من خلال طرق بديلة

الأمن الغذائى:

بغض النظر عن موقفها أو مكانها من التوتر بين دول الغرب وروسيا حول أوكرانيا، تجد دول عربية كثيرة نفسها أمام تحد خطير يتمثل في الأثر الذي قد يتركه تصاعد حدة الصراع في أوكرانيا على إمدادات المنطقة من المواد الزراعية، وعلى أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم بخاصة القمح

تحتل أوكرانيا وروسيا أهم المراكز في سوق المواد الزراعية في العالم، وتمثل صادراتهما من القمح 23% من السوق العالمية، في حين توردان ربع إنتاج الحبوب في العالم. وتوزع الغالبية العظمى عبر البحر الأسود من صادرات أوكرانيا من الحبوب

وترى كيلي بيتيلو محللة شئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية  أنه سيكون للتصعيد في أوكرانيا “عواقب وخيمة للغاية على الأمن الغذائي في شمال افريقيا ومنطقة الشرق الأوسط “، والتي استحوذت على 40 % من صادرات أوكرانيا من القمح والذرة عام 2021

إقرأ أيضا:أعراض فيروس كورونا اوميكرون المتحور الجديد منها إحمرار العين

وتُبين أنه “إلى جانب الاضطرابات التي قد يحدثها أي نزاع مسلح في سلاسل التوريد، تشير الأحداث التي عرفتها أوكرانيا في عام 2014 إلى الأثر الذي يتركه الاضطراب في تلك المنطقة من العالم على أسعار المواد الغذائية”

وما يجعل الوضع يتفاقهم ويصبح الأكثر سوءا بحسب ماذكرت بيتيلو، هو أن الارتفاع المتوقع في الأسعار نتيجة للأزمة، يأتي في وقت وصلت فيه أسعار المواد الغذائية إلى مستويات تاريخية مرتفعة بالفعل، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي ارتفعت فيها الأسعار خلال العامين الماضيين، “نتيجة مزيج سام من المظالم والصراع والانهيار الاقتصادي المتزايد”

الطاقة:

منذ بداية الحديث عن الرد الغربي للعدوان الروسى على أوكرانيا، برزت العقوبات الاقتصادية كأداة رئيسية في ترسانة الغرب للتعامل مع روسيا. وقد طُرح ملف الطاقة، وتحديدا إمدادات الغاز والنفط الروسي، كورقة مساومة أساسية في هذا الإطار

لكن هذا الملف يمثل سلاح ذو حدين؛ فمن جهة يمثل فرض عقوبات على قطاع الغاز والنفط الروسي صفعة لموسكو التي تشكل صادراتها من الغاز والنفط  إلى أوروبا رافدا رئيسيا لاقتصادها. ومن جهة أخرى، قد تعني هذه الخطوة أن يجد الاتحاد الأوروبي نفسه في موقف حرج بشكل كبير نظرا لاعتماده على المفط والغاز الروسي .

ويقول الدكتور ممدوح سلامة خبير الغاز والنفط  إن الاتحاد الأوروبي يعتمد بنسبة تزيد عن 40% على الغاز الروسي، في حين تصل صادرات النفط الروسي إلى الاتحاد إلى نحو 27 % من إجمالي إمدادات النفط الواردة إليه، وهو الأمر الذي “يعطي روسيا قوة في الاتحاد الأوروبي في سوق النفط والغاز كبيرة ”

كبار مصدري النفط الخام في العالم 2020:

وبينما ينظر الجميع إلى الارتفاع المتوقع في أسعار النفط، التي تجاوزت لأول مرة منذ 7 سنوات حاجز المئة دولار ، بوصفه أمرا قد يعود بالفائدة على الدول العربية المصدرة لهذه المادة، يشير الدكتور سلامة إلى ضرورة أخذ في عين الاعتبار الأثر الذي سيتركه هذا الارتفاع على كلفة إنتاج المواد الغذائية عالميا

إذ يؤكد أن “الدول العربية تستودر أكثر من 120 مليار طن من المواد الغذائية غالبيتها يأتي من أمريكا وهذا سيزيد كلفة الاستيراد على هذه الدول، ما ينعكس على حجم العجز في ميزانها التجاري سلبا “. وهو الأثر الذي سيكون مضاعفا على الدول العربية غير المصدرة للنفط

كبار مصدري الغاز الطبيعي في العالم 2020:

لكن يرى الدكتور ممدوح سلامةأن المفاوضات التي تجريها الإتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية مع قطر وغيرها من كبار منتجي الغاز الطبيعي في العالم، لا تعدو كونها مساع لـ “تخفيف حدة الضرر”

إذ يؤكد أن “جميع صادرات أستراليا وقطر والولايات المتحدة الأمريكية لا تكفي لسد حجم صادرات روسيا من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي”، خاصة في ضوء التزام أستراليا وقطر بعقود مع المستهلكين في آسيا، فضلا عن وجود صعوبات لوجستية في تصدير الغاز المسال إلى بعض الدول الأوروبية. يقول إن “الأوروبيين سيضطرون لشراء الغاز إلى دفع أسعار غالية جدا ، وهو ما سيكلف الاقتصاد الأوروبي الكثير.”

بالإضافة إلى الدور الذي تأمل الولايات المتحدة الأمريكية وشركاؤها الأوروبيون أن تتمكن الدول العربية المنتجة للغاز من لعبه في تعويض النقص في إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، كما تتطلع واشنطن إلى أن يسهم كبار منتجي النفط في العالم العربي، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، في منع الارتفاع الشديد في أسعار النفط العالمية نتيجة للمخاوف المتعلقة بالأزمة الروسية الأوكرانية عبر زيادة إنتاجهم من النفط

إقرأ المزيد: الحرب بين روسيا واوكرانيا هل هناك حرب عالمية ثالثة؟

رقم السفارة المصرية في أوكرانيا فى كييف للجالية المصرية

رقم السفارة السعودية في أوكرانيا

السابق
ادعيه شهر رجب بالصور 1443 صور دعاء شهر رجب
التالي
اطعمة غنية بفيتامين ب 12 

اترك تعليقاً