الآثار اليونانية في مصر

لعبت الحضارة اليونانية دورًا مهمًا في تاريخ مصر، خاصة بعد دخول الإسكندر الأكبر إليها عام 332 ق.م. وإنشائه مدينة الإسكندرية، التي أصبحت مركزًا ثقافيًا وحضاريًا للعالم الهلنستي. خلال العصر البطلمي (323-30 ق.م.)، امتزجت الحضارتان المصرية واليونانية، مما أدى إلى بناء العديد من المعالم الأثرية التي لا تزال قائمة حتى اليوم.

1. عمود السواريي

عد من أشهر المعالم الأثرية اليونانية في الإسكندرية، وهو عمود ضخم من الجرانيت الأحمر يبلغ ارتفاعه حوالي 26.85 مترًا. أُقيم في القرن الثالث الميلادي تكريمًا للإمبراطور الروماني دقلديانوس، لكنه يرتبط أيضًا بالحقبة اليونانية حيث يقع بالقرب من معبد السيرابيوم، الذي بناه البطالمة لعبادة الإله سيرابيس.

2. المسرح الروماني بالإسكندرية

رغم أنه يعود إلى العصر الروماني، إلا أنه يُعتقد أن تصميمه مستوحى من المسارح اليونانية، حيث كان يُستخدم للعروض الفنية والموسيقية. يتميز بمقاعده الرخامية التي تتسع لحوالي 800 شخص، وهو المسرح الوحيد من نوعه في مصر.

3. مقابر كوم الشقافة

تعد واحدة من أهم المقابر الأثرية في الإسكندرية، وهي نموذج فريد لامتزاج الفن المصري القديم بالفن اليوناني والروماني. تحتوي على منحوتات وتماثيل تظهر التأثيرات الهلنستية، بالإضافة إلى نقوش تجمع بين الآلهة المصرية والإغريقية.

4. معبد سيرابيوم

بناه البطالمة في الإسكندرية لعبادة الإله سيرابيس، الذي دمج بين صفات الإله المصري أوزوريس والإله اليوناني زيوس. كان المعبد من أكبر المعابد في المدينة، لكنه دُمر في العصور اللاحقة، ولم يتبقَ منه سوى أنقاض، إلى جانب عمود السواري الذي كان جزءًا منه.

5. مكتبة الإسكندرية القديمة

أسسها بطليموس الأول أو الثاني في القرن الثالث ق.م.، وكانت أعظم مكتبة في العالم القديم، حيث ضمت مئات الآلاف من المخطوطات والكتب من مختلف الحضارات. ورغم تدميرها عبر الزمن، إلا أن روحها الثقافية لا تزال مستمرة في مكتبة الإسكندرية الحديثة.

6. معبد إيزيس في فيلة

بالرغم من أن معبد فيلة مصري الأصل، فقد شهد تأثيرات يونانية، خاصة خلال العصر البطلمي، حيث أضاف البطالمة العديد من الزخارف والنقوش ذات الطابع اليوناني، ودمجوا بين المعتقدات المصرية واليونانية في عبادة الإلهة إيزيس.

7. مدينة بطلميس

وهي إحدى المدن التي أسسها البطالمة في صعيد مصر، تحديدًا في منطقة المنشاة بمحافظة سوهاج. كانت مركزًا إداريًا وتجاريًا مهمًا في ذلك الوقت، ولا تزال بعض آثارها قائمة حتى اليوم.