“هل رأيت يومًا قطعة من التاريخ بين يديك؟”
أمسك بقطعة ذهبية صغيرة، لكنها ليست مجرد عملة، بل شاهد على عصر عظيم. أمامك عملة بطليموس الأول سوتر، الرجل الذي لم يكن مجرد حاكم، بل مؤسس لإمبراطورية امتدت لقرون.
انظر إلى الوجه الأمامي: سترى ملامح قوية منحوتة بدقة، تمثل بطليموس الأول، مرتديًا إكليل الغار، رمز النصر والقوة. تفاصيل شعره المجعد وخطوط وجهه تعكس مهارة الفنانين الهلنستيين في إبراز الهيبة والعظمة.
أما الوجه الخلفي، فهو قصة أخرى… نسرٌ يقف بثبات على صاعقة، جناحاه مطويان في هدوء مهيب، يرمز إلى الإله زيوس، إشارة للقوة الإلهية التي يستمدها البطالمة. تحيط به عبارة “الملك بطليموس” باليونانية، وكأنها توقيع التاريخ على مجد لا يُمحى.
مصنوعة من الذهب الخالص، بوزن دقيق يتراوح بين 8.5 و8.6 جرام، وسُكّت في الإسكندرية، حيث كانت العملات أداة سياسية بقدر ما كانت اقتصادية.
ليست مجرد عملة… بل رسالة من الماضي، تخبرنا كيف صنع البطالمة مجدهم، قطعة بعد قطعة، وانتصارًا بعد آخر.
“تخيل كم يدًا عبرتها قبل أن تصل إليك، وكم سرًا تحتفظ به بين نقوشها؟”